الخميس، 26 ديسمبر 2019

حول مشروعية العمل في الفوركس

حول مشروعية العمل في الفوركس

بعد دراسة وتفكير توصلت واقتنعت قناعة تامة بأن التداول في سوق الفوركس حرام شرعا وما هو إلا قمار.
ليس هناك مشكلة أن تقوم بتحميل منصة للفوركس وتتدرب عليها من أجل أن تتعلم المتاجرة.. ثم تقوم بالتداول مع شركات صرافة أو بنك أو محل ذهب.. أما أن تتداول من خلال شركات الفوركس فهذا حرام.

السؤال الآن: كيف توصلت إلى هذه القناعة؟؟

في شركات الفوركس أنت لا تشترى عملات ولا تبيع عملات.. أنت تضارب على فروق الأسعار.. تضارب على ارتفاع أو انخفاض سعر عملة مقابل عملة ولكنك لا تشترى أى من العملتين.. ففى عملية الشراء.. عندما تشترى شئ فأنت تملكه.. سواء ارتفع سعره أو انخفض تظل تملكه.. إلى أن تقرر أنت بيعه.. وليس أن تقرر المنصة مرجنتك.

سنضرب مثال عن الفرق بين التداول من خلال محلات الصرافة أو البنوك.. وبين ما تسمى بشركات الفوركس:

أنت معاك 10 دولار.. وذهبت إلى من محل الصرافة وقمت ببيعها بـ 9 يورو.
اليورو ارتفع.. ستذهب وتقوم ببيع ال9 يورو بـ 10.50 دولار.. أو بـ 11 دولار.
اليورو انخفض.. ستحتفظ بـالـ 9 يورو معك.. لن تبيع ولن تشترى.. إلا إذا أردتت أن تبيع بخسارة لكى تشترى عملة أخرى تتوقع ارتفاعها.
هذا هو التداول.

أما في الفوركس فالأمر مختلف تماما:
إنت معك 10 دولار.. وتضغط على الزر "شراء" يورو دولار.
وفى حالة الضغط شراء فأنت تراهن أمام الشركة بأن اليورو سيرتفع.
إذا ارتفع تتزايد نقاطك.. وبالتالى رصيدك.
لو انخفض تنخفض نقاطك.. وبالتالى رصيدك... وإذا استمر في الانخفاض قد يصل بك إلى المرجنة.
فإذا كنت في البداية قد اشتريت يورو... فأين الذى اشتريته؟؟
أليس من المفترض عند شراء شيء أن يظل معك حتى لو أصبحت قيمته صفر؟؟
فإذا اشتريت قلم مثلاً.. هل من المعقول أن ينخفض سعر القلم حتى تجد أن القلم الذى معك قد اختفى.
أو اشتريت عملة.. هل تنخفض عملتها إلى أن تختفى؟؟ أليس من المفترض أن تظل معك حتى لو كانت ورقة ليس لها قيمة إلى أن تقرر أن بيعها؟؟

مثال آخر سيوضح لك أنك تقامر ولا تتداول:
أنت قمت بالتسجيل في إحدى الشركات.. وقمت بشحن الحساب بالدولار.
قمت في أول صفقة لك ببيع الباوند ين!!!
من أين لك بالباوند من الأساس لكى تبيعه في حين أن شحنت الحساب الدولار؟؟
وما هو علاقة الين بالأمر؟؟
الخلاصة أنك بالضغط على زر "شراء" تقوم بالمراهنة على انخفاض الباوند أمام الين.. فأنت لا تبيع ولا تشترى أنت فقط تراهن أو تقامر على ارتفاع أو انخفاض عملة أمام الأخرى.. فإذا ربحت تربح من الخاسرين.. وإذا خسرت تفقد فلوسك وتأخذها الشركة منك.. وتقول لك: فرصة سعيدة.. اشحن الحساب من جديد.

بالضبط كأنك تراهن أو تقامر على سباق خيول.
أنت تراهن على أن الحصان "رامبو" هو اللى هايفوز على الحصان "ركس".
لو فاز رامبو.. يزيد رصيدك.
لو فاز "ركس".. يضيع رصيدك.

طبعا ستجد من يقول لك بأنك فى الفوركس تدرس تحليل وتقوم بتحليل العملة قبل العمل عليها على عكس سباق الخيول.
وطبعا هذا كلام عار تماما من الصحة.. فسباق الخيول أيضا تستخدم فيه التحليل.. فأنت تراهن على حصان بناء على خبرتك السابقة به وأنه حصان جيد ويفوز بمعظم السباقات.. وبالتالى كأنك رسمت مجموعة من الشموع اليابانية توضح لك عدد مرات المكسب والخسارة بالنسبة لهذا الحصان.. وهذا فى علم الفوركس يسمى التحليل الفنى.
ثم جاءك شخص ليهمس فى أذنك بمعلومة قد عرفها من مقربين لصاحب الحصان الذى كنت تراهن عليه بأن الحصان سيلعب اليوم وهو مريض وقد لا يستطيع الفوز فى هذا السباق.. هنا ستراهن على الحصان الذى كان يحتل سابقا المرتبة الثانية مستخدما التحليل الأساسى أو تحليل الأخبار.
وبالتالى فوجود التحليل لا ينفى أن يكون العمل فى الفوركس مقامرة أو رهان... فالتحليل علم كأى علم.. ويمكنك أن تستخدمه فى رهان ويمكن أيضا أن ستتخدمه فى تداول حقيقى مع محلات الصرافة أو بالتعامل المباشر مع البنوك.


أما من يحاولون إيهامك بأن شركات الفوركس تتعامل مع البنوك.. فهى بالفعل تتعامل مع البنوك ولكن تتعامل معها كمزود أسعار فقط وليس تعامل مادى.. بمعنى أنها تعرف أسعار العملات لحظيا من البنوك.. ولكنك لا تتصل بالبنك بأى حال من الأحوال.. فأنت كما ذكرت لا تبيع ولا تشترى.. أن فقط تراهن على ارتفاع أو انخفاض عملة أمام أخرى.. وبناء على الأسعار التي تتزود بها شركة الفوركس تقرر إن كنت قد كسبت أو خسرت.. وهناك حالات كثيرة تضطر فيها الشركات إلى التلاعب بالأسعار ووضع شمعات وهمية على المنصة لجعلك تخسر.. وهناك من يشتكى فتقوم بإعادة أمواله للرصيد إلى ما قبل الشمعة الوهمية لكى تجعله يشعر بالمصداقة في التعامل.. وهناك من لا يشتكى فتضيع عليه أمواله التي تستولى عليها الشركة.

طبعا هناك من يقول لك بأن المشكلة فى الرافعة المالية.. وهناك من سيقول لك بأنك لا تضع ستوب لوز.. وهذا أيضا خطأ كبير.. ففى كل الأحوال أنت لم تمتلك ما كان من المفترض أنك اشتريته.. وشرط الشراء التملك.. كما لا يجوز أن يكون فى جيب قميصك ورقة بـ 1 دولار مثلا.. وهذه الورقة تظل ينقص منها قطعة فالأخرى إلى أن تبحث فى جيب قميصك فتجد أن ورقة الـ 1 دولار قد اختفت... فلا يوجد عملة ورقتها تظل تنزف حتى تتلاشى.

هناك أيضا من يقول لك أن هناك شيوخا أفتوا بأن الفوركس حلال.
الحقيقة أنهم أفتوا بناءا على معطيات تم تقديمها لهم.. فأنت إذا هبت إلى شيخ وقلت له بأننى أتداول فى الفوركس بأن أقوم ((ببيع وشراء العملات)) فإن الشيخ سيقول لك: (حلال).. أما إذا قلت له أننى أراهن بأموالى على ارتفاع عملة مقابل عملة فإنه فى تلك الحالة سيقول لك: (حرام).

فأنت من تعطى له المعطيات التى بناءا عليها يقول لك هذا حلال وهذا حرام.. أما الشيخ نفسه فلا يعرف ما معنى الفوركس ولا قام بالتعامل معه من قبل.

وللمزيد عن الفرق بين التداول والمراهنة يمكن أن تقرأ ما كتبه الدكتور/ عبد الفتاح محمد أحمد صلاح. دكتور الاقتصاد الإسلامي في مقاله "مضاربة البورصة بمفهومها الغربي":
http://thefaireconomy.com/article.aspx?id=32

وأنقل لك منه الفقرات الهامة:
👇👇👇👇👇👇👇👇👇

(((تعريف مضاربة البورصة:
... وعرفت بأنها المراهنة على ارتفاع الأسعار وهبوطها، للاستفادة من فروق الأسعار دون تقابض، فلا البائع يسلم ما باعه ولا المشتري يتسلم ما اشتراه، وتجرى العمليات عن طريق المناداة، وتقيد الأسعار بصورة ظاهرة في لوحات معروضة للجمهور.
يتضح من هذه التعريفات ما يلي:

1.ليس هناك نية للتمليك والتملك وتنحصر العملية في دفع أو قبض فروقات الأسعار بين يوم العقد ويوم التصفية، أو بين لحظة الشراء ولحظة البيع أو العكس.
3.المراهنة على ارتفاع الأسعار وهبوطها يجعلها أشبه بكازينوهات القمار. بل إن المستثمرين في الأسهم ذات الأجل القصير جداً الذي يصل في بعض الأحيان إلى المتاجرة في الأسهم في اليوم نفسه بيعاً وشراءً، هم المحترفون والمقامرون.

4.ما يسمى بالمضاربة في البورصة لا يمثل أي قيمة اقتصادية للمجتمع لأن البعض يربح ما يخسره البعض الآخر، ليس هذا فحسب بل أنها تؤدي إلى عدم الاستقرار وتقلب الأسواق، كما تؤدي إلى تركيز الأموال في أيدي قلة من كبار المقامرين المحترفين الذين يتلاعبون بالأسعار.

علاقة مضاربة البورصة بالمضاربة الشرعية
من التعريفات والإيضاحات السابقة يتبين أن ما يسمى بالمضاربة في البورصة بالمفهوم الغربي يختلف كل الاختلاف عن المضاربة الشرعية بأركانها وشروطها. غير أن القائمين على شئون البورصات من أصحاب الفكر الاقتصادي المعاصر المتأثرين بالفكر الغربي، استخدموا كلمة المضاربة بمدلولها الشرعي، ليوهموا المتعاملين في البورصة بشرعية العمليات التي تتم فيها، والتي وصفها علماء اقتصاد، خبراء استثمار، ومتخصصون غربييون في شئون البورصة بأنها قمار وتلاعب بالأسعار، وأنها شر مستطير.)))

هناك تعليقان (2):

  1. Rounding Bottoms
    نموذج الصحن
    * * * * * * * * * *

    و نموذج الصحن من إحدى النماذج الإنعكاسية و يأتي هذا النموذج مع نهاية الإتجاه الهابط و سمي بهذا الأسم لأنه يشبه الحرف الإنجليزي ( يو ) كما أن هذا النموذج يعتبر من النماذج الطويلة المدى لأنه يستغرق الكثير من الوقت ليتكون كما إنه يشير إلى الإنعكاس في الإتجاه الهابط و ذلك علي المدي البعيد

    ردحذف
  2. بارك الله فيك اخي الكريم ان شاء الله يعلم كل المسلمين لقد انتقلت الي عملات رقميه

    ردحذف